أول أكسيد الكربون هو غاز عديم اللون، عديم
النكهة (الطعم)، وعديم الرائحة. ينتج من عمليّة الأكسدة الجزئيّة (الاحتراق
غير التام للكربون) والمركبات العضوية مثل الفحم، وهذا يحدث عند ندرة
الأكسيجين، أو عند احتراق ذي حرارة مرتفعة جدًّا (بودوار).يعتبر من الغازات
الشديدة السمية وهو من صور الكربون وأيضا بعض الزيوت والشحوم من الآلات
والمركبات. وهو من الجزيئات ثنائية الذرة غير المتجانسة وذلك لأنه يحتوي
علي عنصرين مختلفين هما الكربون والأوكسجين. هذا الغاز يمكن أن يحترق
أيضًا، فتُستكمل عمليّة احتراقه التي كانت أصلًا -كما ذكرنا- غير تامّة،
ويُصدر نارًا زرقاء.
يمكن إنتاجه في المختبرات أيضًا عن طريق تفكيك
حمض النمل HCOOH أي الحمض الفورمي، وينتج إذ ذاك أيضًا الماء. لهذا الغاز
أهميّة صناعيّة، فليس بالضرورة دائما غازًا خبيثًا!
يجدر الانتباه
إلى أنّ أمزجة أوّل أوكسيد الكربون مع الهواء (CO + هواء) هي عبارة عن غاز
قابل للانفجار بشدّة.
ترجع سمّيته لكونه يتحد مع هيموجلوبين الدم في
الرئتين عند استنشاقه مكونًا كاربوكسي هيموجلوبين، مانعًا بذلك نقل
الأوكسجين إلى الأنسجة والخلايا (يربط مع الهيموغلوبين برابط ثابت) وذلك
كون إمكانيّة التصاق جزيء الـ CO بالهيموغلوبين (Hb) هي أكثر بحوالي 300
ضعف من إمكانيّة التصاق جزيء الأوكسيجين بالهيموغلوبين (إمكانيّة الالتصاق
هذه تسمّى بالانكليزيّة Affinity). وعند التعرض له تظهر على الجسم بعض
الأعراض كتغير لون الجلد والأغشية المخاطية إلى الأحمر والعديد من الأعراض
الأخرى. يمكن علاج التسمم بأول أكسيد الكربون عن طريق التعريض الكافي
للأوكسيجين الصافي لفترة طويلة، والأهمّ من ذلك الكفّ من التعرض لمصدر
الغاز السامّ CO، أو نقل كريات دم حمراء إن اضطرّ الأمر. وللحفاظ على
السلامة يجب التخلص من هذا الغاز عن طريق تهوئة أماكن تواجده، كما هنالك
الكثير من المعالجات الكيميائية التي تفي بالغرض.