108-سورة الكوثر108-سورة الكوثر
أعلم أن هذه
السورة كالمتممة لما قبلها من السور وكالأصل لما بعدها أما الأول
فلأنه
تعالى جعل سورة الضحى في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وتفصيل أحواله فذكر
في
أولها ثلاثة أشياء تتعلق بنبوته «ما ودعكَ ربُكَ وما قلى
وللآخرةُ
خيرٌ لكَ من الأولى ولسوفَ يُعطيكَ رَبُكَ فترضى» ثم ختمها
بثلاثة
أحوال من أحواله فيما يتعلق بالدنيا: «أَلم يجِدكَ
يتيماً فآوى
ووجدك ضالاً فهدى ووجدكَ عائلاً فأغنى» ثم ذكر في سورة ألم
نشرح أنه
شرفه بثلاثة أشياء: شرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذكر ثم شرفه في سورة
التين
بثلاثة أشياء أنواع: أقسم ببلده وأخبر بخلاص أمته من الناس بقوله:
«إلا
الذين آمنوا» ووصولهم إلى الثواب بقوله: «فلهم أَجرٌ غيرُ ممنون»
وشرَّفه في سورة اقرأ بثلاثة
أنواع: «اقرأ باسم ربِكَ» وقهر
خصمه بقوله:
«فليدع ناديه سندع الزبانية» وتخصيصه بالقرب في
قوله:
«واسجد واقترب» وشرفه في سورة القدر بليلة القدر
وفيها
ثلاثة أنواع من الفضيلة: كونها خيراً من ألف شهر وتنزل الملائكة والروح
فيها
وكونها سلاماً حتى مطلع الفجر وشرفه في «لم يكُن»
بثلاثة
أشياء: أنهم خير البرية وجزاؤهم جنات ورضى عنهم وشرفه في الزلزلة
بثلاثة
أنواع: إخبار الأرض بطاعة أمته ورؤيتهم أعمالهم ووصولهم إلى ثوابها حتى
وزن
الذرة وشرفه في العاديات بإقسامه بخيل الغزاة من أمته ووصفها بثلاث صفات
وشرفه
في القارعة بثقل موازين أمته وكونهم في عيشة راضية ورؤيتهم
أعداءهم في نار حامية
وفي ألهاكم التكاثر هدد المعرضين عن دينه
بثلاثة: يرون الجحيم ثم يرونها عين
اليقين ويسألون عن النعيم وشرفه
في سورة العصر بمدح أمته بثلاث: الإيمان والعمل
الصالح وإرشاد الخلق
إليه وهو: التواصي بالحق والصبر