الزفة الفلسطينية
تمر عملية
الزواج بعدة مراحل تبدأ بزيارة الأم وبعض النسوة لمنزل العروس
لرؤيتها،
ومعرفة مواصفاتها، ومن ثَم يحملون ذلك للعريس فإذا نالت الإعجاب
تذهب
النسوة مرة أخرى لطلب يد العروس، ويُطلب منهن أن يَعُدن بعد أيام
قليلة
لمعرفة موقفهم من العريس المتقدم إليهم، فإذا تم الاتفاق وكان هناك
رضا
وقبول، يتم الاتفاق على موعد يرى فيه العريس عروسه، فإذا تمت الموافقة
من
الطرفين تنطلق الجاهة من عائلة العريس إلى بيت العروس، وتقرأ الفاتحة،
وبعدها
تعلن الزغاريد... وتصاحبها هذه الأهازيج من النسوة:
الحمــد للـه
صبّر قلبي ولا قصّر وانحل حبل الجفا بعد ما تعسّر
وحياة مــــن لا نجوم
الليل تتفسر إلى زمان عاهذا اليوم يتحسّــر
واحنا ذبحنـا على الطريق
ذبيحة لمّا وصلنا دار أبوك يا مليحـة
واحنا ذبحنا على الطريق كبشين
لمّا وصلنا حين إيدك شـاريني
وتذهب العروس مع والدة العريس ووالدتها
وأختها؛ لشراء كسوة العروس، وذلك
من سوق المدينة أو من القرية نفسها، ثم
يقوم أهل العروس بذبح الذبائح،
ومنذ لحظة وضع والد العروسين يديهما
معًا تقول النسوة:
ريتها مبروكة سبع بركات كما بارك محمد على جبل
عرفات
يا ابـــــــو فلان يا نسيبنا والنســــــــــــب ما هو
عيـــــــــب
والنســـــــــب زي الذهــب ينحط جــــــــــــوّا
الجيـــــــــــــب
وكانت معظم مواعيد الأفراح في الريف الفلسطيني يتم
في يوليو وأغسطس حسب
البيئة الجغرافية الطبيعية من ممارسة الفلاحة
وغيرها، ويأتي يوم الحنة
والذي يسبق ليلة الزفاف بيوم واحد، وتُحنّى
العروس قبل ليلة الزفاف بيوم
واحد، حيث تقول النساء في ليلة الحناء:
يا
حبيبي يمشي مع القافلة جيعان جـوعك يا حبيبي ولا جوع أهلي
يا حبيبي
يمشي مع القافلة حـــافي حفيك يا حبيبي ولا صرامي أهلي
ويش هالغزال فوق
السطوح يفوح خصره رقيق ونغماته ترد الرّوح
ويوم الزفاف تجتمع الصواحب
والصديقات؛ ليودعن العروس، ومعهن نسوة وبنات الحارة، ويرددن:
لا
ترحلي يا توحشينا يا رفيقتنا وانت سبب عشقنا وأوّل محبتنا
ثم يحجز الأهل حمّام البلد للعريس وتقام الزّفة بعدها.
الزفّة
الفلسطينية:
لقد كانت الزفة الفلسطينية من أجمل الاحتفالات
الفلسطينية، حيث يركب
العريس على الحصان، ويسير مكان الزّفّة، ومن حوله
الصبايا والشبّان
يرقصون، ويزغردون ويغنون، ومن هذه الأغاني:
طلع
الزين من الحمام الله واسم الله عليه
محمد زين وذكره زين محمد يا كحيل
العين
مـحمد خاطبـه ربه جمعة وليلة الاثنين
ويقف الرجال قليلاً وهم يرددون:
هانا واربط
باب الدار تا تطلع بنت المختار
تلولحي يـــــا داليـــة يا ام غصون
العالية
تلولحي عرضين وطول تلولحي لأقدر أطول
دير الميّة
عالصفصـــاف واحنا بنذبح ما بنخاف
وهم يطلقون الرصاص ويسيرون مرددين:
درّج
يا غـــــــزالي مــــال الناس ومــــــالي
دير الميّ عالعريس واتهني
يــــا ام العريس
عريسنا زين الشباب وزين الشباب عريسنا
ويستمرون هكذا سائرين إلى مكان الزّفة، وهم يغنون، وبعد أمتار
قليلة يقفون وقتاً قصيراً وهكذا، ومن أمثلة الأغاني:
يا
محمد يا بو العقال من وين صايدها لغزال
يا محمد يا بو حطة من وين
جايب هالبطة
وتستمر الأغاني والمسيرة إلى مكان الزّفة الرئيسي،
وهناك تبدأ رقصات
الدبكة فترة طويلة من الزمن على أنغام اليرغول
والشبابة. وفي هذه الأثناء
يقف أهالي الحي أو المنطقة أو العشيرة؛
ليوقفوا الزفة أمام منازلهم وتقدم
المشروبات الخفيفة للعريس ومن معه في
الزفة، وكان في الماضي يقدم مشروب
السكر والليمون